شكلت المبادئ الاساسية للتنمية المستدامة والتي هي(الشمولية وعدم التجزئة والقضاء على التخلف) ركائز اساسية في رؤية وتوجه العراق نحو تحقيق اهداف التنمية المستدامة (السبعة عشر)، لقد كانت رؤية العراق 2030 هي (انسان مُمَكن في بلد امن ، ومجتمع موحد واقتصاد متنوع وبيئة مستدامة ينعم بالعدالة والحكم الرشيد).

    وهناك كثير من التحديات التي تقف عائق في تحقيق اهداف التنمية المستدامة او تعطيل تطور مؤشراتها في العراق ويمكن التركيز على اهمها بالاتي :

1. السكان :اذ يزداد السكان في العراق اكثر من مليون نسمة سنوياً ،اذ بلغ في تقديرات عام 2018 حوالي (38) مليون نسمة ومن المتوقع يصل الى (53) مليون نسمة عام 2030.
2. هيكل الاقتصاد: اذ يغلب عليه الريعية وشكلت صادراته من النفط الخام حوالي (90%) من اجمالي الصادرات ويعمل به (3%) من القوة العاملة وهذا عائق كبير في تشغيل الاناث والفقراء.
3. عدم الاستقرار السياسي :وهذا يتمحور حول عدم استقرار نظامه السياسي وتعاقب السلطة فيه.
4. الفساد: كشف مؤشر مدركات الفساد تعثر مكافحة الفساد اذ حقق العراق (18) درجة في المقياس الذي يضم (100) دولة وجاء بالمرتبة (168) من بين (180) دولة دخلت في المقياس لعام 2018.
5. اعادة الاعمار : قُدرت الاضرار المادية الناتجة عن حرب الجماعات الارهابية في المحافظات السبع (الانبار، بغداد ،بابل، صلاح الدين، كركوك ، ديالى، نينوى) لعام 2014 حوالي (75,306) ترليون دينار اي ما يساوي (63,7) مليار دولار امريكي.

    وان للعراق دور في النجاح نحو تحقيق اهداف التنمية المستدامة وان كانت اهداف مختارة مقارنة مع واقع التنمية المستدامة مع دول اخرى، اذ حقق العراق درجة اعلى من المتوسط في ستة اهداف من مجموع سبعة عشر هدف .

   إذ نبدأ بالفقر فأن تزايد افراد المجتمع الذي يحتاجون القضاء او الحد من الفقر بجميع مظاهره ، من خلال استراتيجية مترابطة بما في ذلك تعزيز نظـم الحماية الاجتماعية وتوفير العمالة اللائقة وبناء قدرة الفقراء على الصمود، وعلى ضوء ذلك وضعت خطة وطنية لاستراتيجية التخفيف من الفقر في العراق (2018 – 2022 ) تسعى الى تحسين اوضاع الفقراء سواء من خلال تحسين دخولهم او من خلال تحسين فرص حصولهم على الخدمات ذات النوعية المناسبة وتهدف الاستراتيجية الى تخفيف الفقر بمقدار (25%) حتى عام  2022 ،اذ سجلت اعلى المحافظات فقرا محافظة المثنى بمعدل (52%) واقلها محافظة السليمانية بمعدل (4.5%).

    اما الصحة فقد بلغ توقع الحياة عند الولادة للذكور عام 2018 (71,7) سنة مقارنة مع عام 2014 اذ كان (67,7) وللإناث (75,6) سنة مقارنة مع العام 2014 (70) سنة، وكذلك حقق العراق انخفاض ملموس في معدل وفيات الاطفال فقد بلغ عام 2018 (14) طفل لكل (1000) مولود بينما في التسعينات للقرن الماضي بلغ (60) طفل لكل (1000) مولود.

  اما التعليم فشهدت مؤسسات التعليم العالي تطوراً كبيراً في استخدام كليات علمية جديدة واضافة مباني حديثة في معظم الجامعات العراقية ، كما هناك مؤسسات اهلية ومنظمات غير حكومية لها دور هام في تنمية المجتمع المحلي، وبلغت نسبة الانفاق العام على التعليم من اجمالي الانفاق الحكومي حوالي (22.4%) لعام 2019.