مكافحة تغير المناخ بالتنبؤ في جزر القمر
لا يهتم الأطفال الذين يلعبون في أراضي المدرسة في ديبوينى، وهي منطقة جبلية مركزية تقع في الجزيرة الرئيسية في جزر القمر، بالمنطقة المسورة التي تحتوي على هياكل معدنية غير ملحوظة.
ولكن في العاصمة موروني، يشعر موظفو خدمة الأرصاد الجوية في البلاد بسعادة غامرة بما تقوم به هذه الآلات التي تضم محطات الأرصاد الجوية الأوتوماتيكية: توليد توقعات موثوقة لمساعدة البلد الآن، وجمع معلومات مهمة للتنبؤ بمستقبله.
ويقول محمد حامد، رئيس فني في دائرة الأرصاد الجوية الزراعية. “نحن بحاجة إلى بيانات لأكثر من 30 عامًا في محاولة إجراء توقعات موثوقة بشأن تغير المناخ”.
وقد أنشأت الأمم المتحدة للبيئة وشركاؤها خمس محطات عبر جزر القمر الثلاث بدعم من مرفق البيئة العالمية في عام 2013، وجاءت تنبؤات الطقس الخاصة بها من الأقمار الصناعية التي ركزت فقط على نقطة واحدة، بالإضافة إلى عدد قليل من المحطات التي عفا عليها الزمن وغير مجهزة للتعامل مع تضاريس الجزر المتنوعة.
ويقول حامد: “لم يكن لدينا سوى محطات رصد على الساحل، ولأننا نعيش في بلد ذي جبال كبيرة ، فلدينا مناخ محلي حقيقي”. “لا يمكنك دراسة تغير المناخ باستخدام البيانات من الساحل واستقراء ما يجري على ارتفاعات أعلى”.
وأصبح الحصول على معلومات مناخية مناسبة أمرًا متزايد الأهمية في جزر القمر، وهي واحدة من أفقر بلدان العالم التي يوجد بها عدد كبير من سكان الريف يعتمدون على الزراعة التي تعتمد على مياه الأمطار وزراعة الكفاف.
وتقول جوما ميلارا، وهي مزارعة تعيش في ديبوينى: “كنا نعرف بالضبط ميعاد هطول الأمطار، وكان هناك ستة أشهر من الأمطار وموسم جاف لمدة ستة أشهر”.
وتقول ميلارا التي كان يتعين عليها السير لمسافة أميال لجلب الماء من صهاريج التخزين للحصول على محصول وفير من الخضراوات والبطاطس والمينا و الموز. “اعتاد المزارعون أن يكونوا واثقين بشأن معرفة ميعاد هطول الأمطار وميعاد توقفها، وتحديد متى يزرع كل محصول. “ولكن لم يعد لدينا أي فكرة عما إذا كانت الأمطار ستستمر في اليوم التالي أو ما إذا كان الجول سيتحول جو مشمس حقاً”.
“لقد تغير المطر، وانخفض معدل هطوله بالفعل. لا توجد مياه كافية للزراعة، أو حتى للشرب “.
ويقول حامد “إن البيانات المناخية الموجودة في جزر القمر والتي توضح أن هذا الاتجاه قد تم تحديده هي بيانات قليلة للغاية. “لقد أظهرت الدراسات أن هناك زيادة بنسبة 0.2٪ في درجة الحرارة لكل عقد، وهبوط بنسبة 10-15٪ في معدل هطول الأمطار، وهناك أيضًا مشكلة في ارتفاع مستويات البحار”.
ويقول يوسف الأمين المبخزي، وهو مدير الغابات في وزارة البيئة في جزر القمر، إن الطقس غير المتوقع والصدمات المناخية والكوارث تضرب البلد بقوة.
ويقول: “تشعر جميع البلدان بآثار تغير المناخ، لكن جزر العالم أكثر عرضة من غيرها”. “على سبيل المثال، ارتفاع مستويات البحار والفيضانات المتكررة والتغيرات في هطول الأمطار والأعاصير- كل هذه المشاكل تؤثر على السكان والبلد بشكل عام. لا أحد ينجو من آثار تغير المناخ”.
لقد كانت الفيضانات شديدة في السنوات الأخيرة لدرجة أنها دمرت منازل أو أحياء بأكملها وجرفت البذور والمحاصيل والتربة.
ويضيف حامد أن المشروع يساعد جزر القمر على تحسين مراقبة وتنبؤ أنماط الطقس لمساعدة المزارعين على أن يصبحوا أكثر قدرة على التكيف مع آثار تغير المناخ. “بما أن معظم الزراعة في هذا البلد تعتمد على مياه الأمطار، فقد اكتسبنا بالفعل الكفاءة والوقت، لأنه بنقرة واحدة يمكننا الحصول على البيانات ومعالجتها، ومن هذا يمكننا من القيام بالمزيد من رسم الخرائط وتعقب الأمطار”.
وبالإضافة إلى توفير المزيد من المعدات الحديثة التي توفر قاعدة بيانات ثابتة للتقارير المستقبلية، يقوم المشروع أيضًا ببناء القدرات البشرية للمستقبل. يقول حميد: “في هذه اللحظة، لدينا مهندسين في النيجر يجري تدريبهم في مجال الأرصاد الجوية الزراعية”.
إن الحصول على معلومات أكثر وأفضل عن المناخات المختلفة لكل جزيرة بمجرد لمسة زر يسمح للحكومة بفهم تقلب المناخ عبر جزر القمر ويساعد المزيد من الناس على التكيف مع التغييرات من حولهم. “ومن ثم تأتي التنبؤات الموثوقة من وجود محطات موثوق بها”، حسبما أفاد حامد. “تساعد هذه الخدمة في توفير معلومات موثوقة لمجموعة متنوعة من المستخدمين، ويمكن أن تلعب دورًا مهمًا حقًا في تقدم القطاع الزراعي”.