طلاب «مدرسة الأمل» المغربية يعالجون أزمة المياه
في اليوم العالمي للشباب الذي يصادف 12 أغسطس، يحتفل الطلاب المبتكرون الذين فازوا ب«جائزة زايد للاستدامة» لعام 2020 بتحويل «مدرسة الأمل جونيور» الثانوية، من مدرسة شحيحة المياه إلى غنية بمواردها.
أسهمت الجائزة العالمية الرائدة التي أطلقتها دولة الإمارات، لتكريم حلول الاستدامة المبتكرة، في تشجيع طلاب المدرسة على تطوير مصدر موثوق لمياه الشرب النظيفة، ونظام الري الذاتي لحديقة مدرستهم التعليمية. وتقول إلهام قويسم، إحدى طلبة المدرسة والمشاركة في تقديم المشروع المقترح الفائز بالجائزة عن فئة المدارس الثانوية العالمية لعام 2020، لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا «اعتدنا أن نشرب من بئر متصلة بالمدرسة، لكننا نتشارك هذا المورد مع المجتمع المحلي، لذلك عانت المدرسة نقصاً في مياه الشرب، خاصة في الصيف. وفي بعض الأحيان كنا نمضي يوماً كاملاً، من دون أن نجد الماء».
ومدرسة الأمل الإعدادية، داخلية ريفية تقع في بلدة سيدي بوبكر الصغيرة، في إقليم الرحامنة بالمغرب، وهي واحدة من المدارس القليلة في المنطقة التي تركز في دراستها على الزراعة. وحديقة المدرسة مختبر يقدم تجارب حية، بهدف إثراء المنهج الدراسي، ما يتيح الفرصة لزراعة النباتات، وتسجيل الملاحظات وإجراء التجارب. ورغم ذلك، فقد أثر نقص المياه سلباً في الحديقة. فخلال الصيف تموت النباتات بسبب نقص المياه، وتخلو الأرض من المزروعات ومن ثم يحرم الطلاب من فرص التعلم.
وتقول خديجة طنان، الطالبة في الصف الحادي عشر «أهم درس تعلمناه، من هذه التجربة فكرة الحفاظ على المياه. فالمياه شحيحة في منطقتنا، لذا علينا الحفاظ على المياه التي نستخدمها في حياتنا اليومية وعدم إهدارها».
كما أدى نقص المياه إلى إيقاف وسائل النقل الخاصة بالمدرسة، ما أجبر أكثر من 100 طالب يعيشون على مسافة تصل إلى 28 كيلومتراً، على القيام برحلات طويلة وشاقة يومياً.
وبعد تعرفهم إلى «جائزة زايد للاستدامة»، بدأ الطلاب وأعضاء هيئة التدريس في التفكير في حلول مبتكرة لحل مشكلة ندرة المياه. وقد قادهم هذا المشروع المقترح لإنتاج المياه بالاعتماد على طاقة نظيفة وبأسلوب مستدام وإحياء حديقة المدرسة، إلى الفوز بالجائزة عام 2020. وقد طبّقت فكرتهم المبتكرة لتوفير المياه والحفاظ عليها، بنجاح عام 2021.
وأوضح عبد الرحيم منصور، أستاذ العلوم في المدرسة، أن البئر توفر الآن أكثر من ستة أطنان من المياه يومياً، لتدعم بذلك البئر الموجودة الذي تتشارك به المدرسة مع المجتمع المحلي، ما يسهم في منع حدوث أي نقض في إمدادات المياه بعد الآن.
وقد استفاد هذا العام 650 طالباً من مياه البئر المعاد استخدامها. وتتوقع المدرسة أن تستقبل أكثر من 750 طالباً العام المقبل.